الأخبار

الحياة المختصرة و الذاكرة الأبدية .

الحياة المختصرة و الذاكرة الأبدية .

17.10.2018

يصادق اليوم 40 يوما على الحادثة المأساوية لوفاة رئيس وزراء جمهورية أبخازيا ، الرئيس السابق لغرفة التجارة والصناعة في جمهورية أبخازيا السيد غينادي غاغولي.

عن مسيرة حياته يمكن كتابة أكثر من كتاب – على قدر ما كانت حياته مثيرة للإهتمام و مليئة بالكثير من الأحداث ولذلك ، فإن لذكريات الأشخاص على إختلاف مهنهم و أعمارهم و الذين تواصلوا مع السيد غينادي غاغوليا أهمية كبيرة من أجل الحفاظ على ذكراه ...

مايا أجيبا ، رئيسة قسم الفحص والتقييم في غرفة التجارة و الصناعة في جمهورية أبخازيا تتحدث عن السيد جينادي غاغوليا :

كان السيد جينادي غاغوليا و قبل كل شيء قائدا و القيادة في رأيي لا يمكن أن تكون بدون ذكاء عاطفي ذو مستوى كبير وهذا ما تمتعت به الصفات الشخصية للسيد جينادي غاغوليا و هذا ما يجب أن يتمتع به جميع القيادات العليا .

إن هذه الصفة التي تمتع بها السيد جينادي سمحت له بجمع جميع موظفي الغرفة كفريق واحد يحترمه ليس فقط بسبب منصبه أو سلطته ، بل كرجل!

أم تكون زعيما حقيقيا في ثلاثة أيام لا يمكن أن يكون إن هذا يتطلب عملية طويلة من العمل الواعي والمستمر على شخصيتك.

امتلك السيد جينادي غاغوليا القدرة على التفكير بشكل استراتيجي و على الصعيد العالمي والقدرة على الإقناع.

 إن محاولة الاقناع بشيء ما لمختلف العقليات ، وخاصة المتشككين - ليس مهمة سهلة بل يتطلب الكثير من المرونة العقلية فقد كان السيد جينادي يعرف بسهولة كيف يفعل ذلك!

إن غرفة التجارة و الصناعة تحت قيادته تطورت بسرعة و اتقنت العمل بآفاق جديدة , كان هدفه في العمل يسترشد تطوير الغرفة على وجه التحديد و ليس مصالحه الخاصة .

في أحد اجتماعات الغرفة و بطريقة ما قلت  " سيد جينادي غاغوليا أنت تطلب منا دائما " مستوى عال من العمل ". و كان قد أحب ذلك.

السيد جينادي غاغوليا لقد عشتم حياتكم بعيدا عن العبث , لترقد بسلام و الذاكرة الأبدية .

أدغور أردزينبا , وزير الإقتصاد في جمهورية أبخازيا :

السيد جينادي غاغوليا هو خريج الفترة السوفياتية و هذا له المعنى الكبير , صاحب الخبرة الواسعة و الخطط الجادة التي كان لها بريق مع زميله الرئيس الأول لجمهورية أبخازيا فلاديسلاف أردزينبا .

ليس كل السياسيين على يقين من أنهم يفعلون كل شيء بشكل صحيح و لكن السيد جينادي غاغوليا كان ليس كأي شخص و رجل شجاع بكل معنى الكلمة في جميع أفعاله , في العمل لقد كان شخصا منهجيا للغاية و في رحيله شعرت شخصيا بعدم وجوده .

كان السيد جينادي ياخذ صعوبات العمل على محمل الجد و لكنه في الوقت نفسه غرس في فريق عمله الثقة بأنهم سيتمكنوا في النهاية من إيجاد الحل الصحيح .

غضا للنظر من حقيقة أنه كان سياسيا من خريجي الحقبة السوفياتية فقد كان رجل أعمال عصري و رجل دولة ذو تفكير حديث , شخص سهل الإنتقال في مختلف المواقف .

السيد جينادي غاغوليا و بقدر كافي و بكل سهولة قام بحل المشاكل الحالية و قد كان من الممكن التحدث معه حول مواضيع مختلفة .

منذ استلامه لواجباته كرئيس للوزراء و منذ اليوم الأول تناول بدقة جميع القضايا و وفي وقت قصير تمكن من وضع كل شيء في مكانه في الوقت نفسه كان السيد جينادي في العمل شخص يمكن وصفه بحسن المخالطة يستمع دائما لأراء الأخرين بغض النظر عن مستوى رئيس الوزراء الفكري و الفكر الشبابي فقد كان في كثير من الأحيان يتشاور معهم .

عمل السيد جينادي و اتخاذ القرارات كن يتم دوما بشكل جماعي , كل التوجيهات التي كان يقدمها لنا تم مناقشتها و الحديث بها في وقت سابق .

خلال الإجتماعات الوزارية عندما نظرنا في المسائل و القضايا المالية و الإقتصادية شرح لنا بشكل متكرر كيفية العمل و كيفية إنشاء منصة و كيفية التصرف في المستقبل .

قام ببناء العمل على الثقة التامة و أكد دائما – أنت وزير فأنت مسؤول عن مجال عملك و يجب أن تعطى لك الصلاحيات المناسبة و علاوة على ذلك إذا كنت مسؤولا عن عملك فأفعل ما تعتقد أنه صحيح و بهذا فقد علمنا هو معنى المسؤولية .

لقد فوجئت دوما بشعبية السيد جينادي غاغوليا و قد كنت محظوظا بما يكفي للمشاركة في سفرات مشتركة خارج أبخازيا و ما شاهدته كيف تم استقبالنا بشكل جدير في بلدان مختلفة و على مستوى عال جدا و على وجه التحديد كممثل لجمهورية أبخازيا و ذلك كله بفضل الكاريزما التي يتمتع بها , لقد تم استقبالنا في كثير من المحافل و بفضله كما لو كنا منذ فترة طويلة كدولة معترف بها و أنا أعتبر أن حقيقة اعتراف الجمهورية العربية السورية بالجمهورية الأبخازية فقد تم أيضا بفضل جدارته .

ففي خلال زيارتنا الأولى إلى سوريا في أب 2017 و بفضل علاقاته الجيدة مع ممثلي الرعايا الأبخاز في سوريا , غرفة تجارة وصناعة الجمهورية العربية السورية و ممقلي قطاع الأعمال قاموا لنا بتنظيم اجتماعات رفيعة المستوى مع وزارء الإقتصاد و الشؤون الخارجية و خلال هذه الإجتماعات تم التحدث عن الإعتراف المحتمل لأبخازيا .