الأخبار

الأعياد الوطنية الأبخازية , 27 أيلول 1993 يوم تحرير العاصمة الأبخازية سوخوم.

الأعياد الوطنية الأبخازية , 27 أيلول 1993 يوم تحرير العاصمة الأبخازية سوخوم.

27.09.2016

بعد أن استمرت الحرب المفروضة على الشعب الأبخازي لمدة 14 شهرا من قبل جورجيا و التي كان فيها خط جبهة القتال بحلول ذلك الوقت هو نهر غومستا و إلى الغرب بيد الشعب الأبخازي و الجزء المحتل من قبل الجورجيين هو الجهة الشرقية ( بما في ذلك سوخوم ) .
عند بداية الحرب في شهر أب 1992 عندما كان مصير الوطن الأبخازي على حافة الهاوية و عندما أطلق العدو إنذاراً ب ( وقف المقاومة و الإستسلام ) صرح رئيس المجلس الأعلى الأبخازي حينئذ آردزنبا ( إننا سندافع عن وطننا حتى النهاية ) .
إن الإحتلال الجورجي وضع لنفسه العديد من الأهداف في حربه ضد أبخازيا و التي تكمن في ضم أبخازيا إلى جورجيا و حرمان أبخازيا من الإستقلال الذاتي و الإطاحة بالحكومة الشرعية أنذاك و المزيد من دمج و إعادة توطين الجورجيين في أبخازيا و في نهاية المطاف العمل على حرمان الشعب الأبخازية من إقامة دولته و تاريخه ة ثقافته و التي جميعها تعني ( الهوية الوطنية ) .
في 22 تشرين الأول من عام 1992 قامت وحدات عسكرية تابعة للقوات الجورجية في العاصمة الأبخازية سوخوم بحرق مبنى المعهد الأبخازي للغات و الأداب و التاريخ و الأرشيف الأبخازي للدولة الأبخازية .
و نتيجة لهذا العمل التخريبي تم إتلاف جميع الوثائق و المواد الفريدة و العائدة إلى التاريخ و الثقافة الأبخازية و الذي لم يؤدي إلى أي ضرر عسكري على أبخازيا و هو إن يدل على شيء دل على حقيقة واحدة و غرض واحد و هو " تدمير الذاكرة التاريخية للشعب الأبخازي "
أما في صيف عام 1993 فكان الجيش الأبخازي في صاحب المبادرة في الحرب من جديد و التي منيت فيها القوات الجورجية خسائر و هزائم كبيرة و كان نتيجتها تحرير مدينة غاغرا و مناطق الحدود الأبخازية – الروسية عند نهر بسوو.
في بداية شهر تموز 1993 شن الجيش الأبخازي عملية عسكرية لتحرير مدينة سوخوم و جميع الأجزاء المحتلة من البلاد و التي كانت عكس جميع العمليات السابقة فلم تكن طويلة و أدرجت في التاريخ تحت اسم ( هجوم تموز ) و التي استمرت من 2 و حتى 27 تموز و نتج عنها استعادة السيطرة للجيش الأبخازي على مرتفعات سوخوم .
و بالتوازي مع استمرار العمليات العسكرية بين جورجيا و أبخازيا تدخلت روسيا عبر عقد محادثات و التي انتهت بتاريخ 27 تموز بتوقيع إتفاق في مدينة سوتشي و أطلق على هذا الإتفاق ( إتفاق وقف إطلاق النار في أبخازيا و ألية مراقبة تنفيذها ).
نصت هذه الإتفاقية على سحب كامل القوات الجورجية من أراضي أبخازيا , كما تم تشكيل لجنة ثلاثية مشتركة و التي يجب تحت إشرافها أن يتم انسحاب القوات الجورجية .
تم تحديد موعد لخروج القوات في 9, 11 , 14 , 16 , من شهر أب و من ثم تم إعادة تحديد موعدين أخرين في 1 و 9 من شهر أيلول و لكن جميعها تم إحباطها من قبل جورجيا , و كان الجانب الجورجي قد صرح حينذاك في رسالة وجهها إلى اللجنة المشتركة حول أبخازيا في ال 11 من أيلول جاء فيها إن استمرارية مشاركة الجانب الأبخازي في عمل اللجنة المشتركة ممكن فقط في الحصول على ضمانات التنفيذ من قبل الجانب الجورجي في القرارات السابقة و أخيراً أصبح واضحاً أن إتفاقية سوتشي لا تهدف إلى جلب السلام إلى أبخازيا و هي ليست سوى ذريعة من أجل تهيئة وحدات عسكرية جديدة للجيش الجورجي و إعادة نشر معدات و أسحلة عسكرية في المنطقة .
في 16 من أيلول 1993 بدأت و بشكل حاسم هجمات استراتيجية للقوات المسلحة الأبخازية بهدف تحرير العاصمة – سوخوم و عند الساعة الواحد ظهرا تقريبا عند نهر غومستا تم زيادة عدد التعزيزات في منطقة السفلى من الجسر و الوقت نفسه انطلقت عمليات التوسع في الهجوم على مدينة سوخوم من الجهة الشمالية للمدينة .
في 17 من أيلول وصلت القوات الأبخازية إلى الطرق الإستراتيجية المؤدية إلى وسط المدينة سوخوم و قاموا بإغلاقها , و بعدها تم مواصلة عملية تقسيم المدينة لتطوير الوضع الهجومي و قام البعض من الجنود بعدها بالانضمام إلى القوات التي تقاتل في الجبهة الأولى و نتيجة لهذه العمليات القتالية تمكنت القوات من الأستحواذ على العديد من المرتفعات الإستراتيجية في المدينة .
في ال 20 من شهر أيلول دخلت وحدات من القوات الأبخازية في القتال إلى داخل المدينة .
في 20-21 أيلول قامت القوات الأبخازية العسكرية بعمل طوق دائري حول سوخوم .
بحلول مساء يوم 25 أيلول تم رفع علم جمهورية أبخازيا على محطة القطار في العاصمة .
تتابعت في هذه الإثناء أيضا هجمات الجيش الأبخازي على الجبهة الشرقية و استعادات العديد من المدن و تم قصف مطار درانده بطرق و التي كانت القوات الجورجية تعتمد عليه في جلب التعزيزات .
حاولت القوات الجورجية العسكرية نقل قوات إضافية إلى سوخوم عبر الطرق البحرية و لكن القوات الأبخازية لم تمكنهم من تحقيق مأربهم غي نقل القوات و الأسلحة إلى العدو في سوخوم .
في 25 من شهر أيلول قامت قيادة القوات المسلحة في جمهورية أبخازيا و تجنبا لإراقة الدماء بمراسلة قيادات القوات الجورجية شريطة الإنسحاب من المدينة سوخوم.
في 27 من ايلول 1993 وصلت القوات الأبخازية إلى وسط العاصمة سوخوم و قامت في الساعة الواحدة و النصف ظهرا برفع العلم الأبخازي على مبنى مجلس الوزراء ( سوفمين ) و بهاذا تم الإعلان عن تحرير عاصمة الجمهورية الأبخازية سوخوم.
استمرت عملية تحرير العاصمة سوخوم 12 يوم هزمت فيها فيلقين من جيش العدو و الذي بلغ تعدادها أكثر من 12 ألف مقاتل مزودة بعدد كبير من المدرعات و المدفعية و الطائرات .
تم تحرير العاصمة الأبخازية بفضل شجاعة و بطولة أبنائها و التي شاركهم في تحريرها العديد من المتطوعين من شمال القفقاس و جنوب روسيا  و عدد من كبير من الأبخاز في الشتات من تركيا و سوريا و الأردن