الأخبار

هجرة شعوب شمال القفقاس

هجرة شعوب شمال القفقاس

11.12.2013

يعيد بعض المؤرخين هجرة شعوب شمال القفقاس إلى أواسط القرن التاسع عشر, بسبب الحرب بين الإمبراطورية الروسية و الإمبراطورية العثمانية حيث بدأ العثمانيون بإرسال رجالهم الملقبون بالمولا إلى القفقاس لنشر الدين الإسلامي, كما قاموا بإرسال الهدايا إلى أمراء المقاطعات في جميع أنحاء القفقاس الذي كان تحت حكم ما قبل الأقطاع.

رحب الأمراء بالهدايا فأرسلوا أجمل الفتيات إلى السطان العثماني الذي تزوج من إحداهن.

وصل امتداد العثمانيين حتى حدود أبخازيا مما شكل تهديداً قوياً على حدود القيصر الروسي الذي وضع حد لذلك الإمتداد, فبدأ بالإستعداد للهجوم على العثمانيين من الداغستان حتى البحر الأسود.

خسرت الإمبراطورية العثمانية الحرب أمام القيصر فسحبت قواتها متجهة ً إلى تركيا.  

هنا بدأت هجرة شعوب شمال القفقاس براً عن طريق إيران و بحراً عن طريق الموانئ في البحر الأسود و تحديداً من ميناء سوخوم إلى مينائي طرابزون و سامسون في تركيا, عانى خلالها المهاجرون الكثير من المصاعب و انتشرت الأمراض و المجاعات بينهم مما أدى إلى وفاة عدد كبير منهم و إلقائهم في البحر.

استغل العثمانيون خبرة القفقاس القتالية فقامت بتجنيدهم لحماية سكة حديد الحجاز, و بدأت بنشرهم على طول خط السكة وصولاً إلى الغوطة الشرقية بدمشق (مرج السلطان ), كما استقر بعضهم الأخر في منطقةٍ بدمشق سميت المهاجرين تيمناً بهم وبقي هذا الإسم يطلق عليها حتى يومنا هذا.

لم تتناسب طبيعة دمشق وجوها الحار مع أهل الجبال الذين اعتادوا على الطبيعة الخضراء و الجو البارد فبدؤوا بإرسال الكشافة للبحث عن المكان المناسب حتى وصلوا إلى الجولان فكان المكان المنتظر لهؤلاء المهاجرين و سرعان ما بدؤوا بالرحيل بموافقة الدولة العثمانية التي وجدته مناسباً لحماية أراضيها من البدو و الدروز.

إندمج الأبخاز و القفقاس في تلك الأرض و أصبحوا شعباً واحداً تحت إسم الشركس, عملوا بالزراعة و استخدموا خبرتهم الواسعة بالأراضي الصخرية و حولوها إلى أرض خصبة صالحة للزراعة, كما كانوا يداً واحدة ملتفين على بعضهم البعض فحافظوا على على العادات و التقاليد و النسل و انتشرت اللغة الشركسية بينهم و تعلموا اللغة العربية.

استقر المهاجرون في الجولان حتى الإعتداء الإسرائيلي عليها فاضطروا مرةً أخرى لترك أراضيهم و الرحيل, فاتجهوا إلى دمشق و انتشروا في مناطق عديدة فيها.

لن نستطيع تلخيص حياة أجدادنا المهاجرين بعدد من الأسطر فكل جيل منهم عانى ما عانى من الحرب و الهجرة حتى يومنا الحاضر لذلك نتمنى التوفيق و الإستقرار لهم برحلة العودة إلى وطنهم الأم داعين الله أن تكون آخر محطةٍ لهم.

 

شكر خاص للدكتور شرف مارشان الذي زودنا بهذه المعلومات القيمة.

سوسن أركون.