أمير أولدنبورغ ( ألكساندر الأولدينغسكي )الشخص الذي تفحص المستقبل.
الرجل الخالد في الذاكرة الأبخازية دائما.
في عام 1901 قام ألكساندر الأولدينغسكي
بزيارة أبخازيا وقرر تحويل مدينة غاغرا فيها
إلى ما يسمى ب "القوقاز الجميل".
حيث قام بشرح خططه إلى الإمبراطور الروسي
نيكولاس الثاني المعروف بصاحب الاحساس المرهف.
قامت الخزينة على الفور بتخصيص مبلغ
100,000 روبل ذهبية لتشييد المحطة
الإستجمامية في غاغرا و التي تعتبر
أول محطة روسية استجمامية ( المنتجع
العصري الذي بدأت أعمال البناء فيه
في الخامس عشر من تشرين الأول 1901
و أصبحت السكك الحديدية جاهزة للعمل في
جميع أرجاء غاغرا في كانون الأول 1901.
كما قاموا ببناء مشفى خاص بالعمال
و مكتب للبريد و البرقيات.
بالإضافة إلى تشييد البناء الخشبي الأنيق وفقا للطراز
العصري الذي تم بناؤه خلف جدران قلعة غاغرا.
والمنتجعات العلاجية مع الحمامات ذات
الرخام الإنكليزي التي انتشرت قبالة الشاطئ البحري.
و في مكان قريب أيضا قاموا بإنشاء الحدائق
الشاطئية التي تحتوي على الأحواض المائية و
المنحوتات و أزقة النخيل.
وقد زين السفح الجبلي بأكبر و أفخم فندق أطلق
عليه إسم "غاغروبش" و هو مبنى مكون من ثلاث
طوابق و مغطى بالبلاط المستورد من مرسيليا
مع السقف و المطعم والساعة الموضوعة
في الواجهة.
يعد المنزل الخشبي ( الذي سلم مفككا لغاغرا)
نسخة طبق الأصل من مبنى تم عرضه
في المعرض العالمي في باريس.
أمير أولدنبورغ لم يعد مطلقا إلى غاغرا
بعد ثورة عام 1917 و لكن غاغرا استمرت
بالتطور ففي عام 1933 بدء منتجع جديد
بالإزدهار ومن ثم تم بناء العديد من
المنتجعات الجديدة و المنازل المخصصة للعطلات.
بدأ عندها النبلاء السوفيات و بعض
العمال العاديين بالسفر جنوبا كنوع من
الترقية في عملهم .و لكن مع نشوب الحرب العالمية
الثانية فقد الشعب السوفياتي لفترة طويلة
فرصة قضاء العطل و الإستجمام.
جلبت فترة الخمسينات النهضة لهذه
المناطق فقد تم بناء منتجعات جديدة
التي أصحبت تتطور تدريجيا لتصبح
أكثر شعبية و التي زدادت أكثر في
شعبيتها في العقدين التاليين نتيجة
لبناء العديد من الفنادق بالإضافة
إلى استخراج مياه المغنيزيوم
و المياه الكبريتية المعدنية الحارة
إلى سطح الأرض على شكل أحواض.
و أصبحت هذه الفترة بداية للغزو السياحي السوفياتي
الذي وصل إلى 500.000 سائح في العام.
بحلول عام 1990 أصبح امتداد طول
الشريط البحري للغاغرا يصل إلى 7 كم.
كما زينت أروقة المدينة بالحديقة الشبه استوائية
و البرك و النوافير و الأزقة
الدائمة الخضار. أما مقاطعة غاغرا القديمة
فلها جمالها اللافت مع المنظر الرائع المطل على
الجبال و الوديان و الخليج الساحلي .
تم هندسة المدينة و تزيينها على النمط
السوفياتي في فترة الخمسينيات بما فيها
الرواق الشهير للغاغرا الذي بني في عام
1951.
و كورنيش المدينة الجميل الذي أصبحت
تزينه النباتات النادرة و الفريدة.
هذا الوصف حول هذه المدينة
فتح الأفاق الكبيرة على
غاغرا الجديدة و بيتسوندا الخضراء.
حتى تاريخنا هذا تحافظ غاغرا على
حديقتها المشهورة و مطعم "غاغريبش"
الذي أصبح فعلا أحد الزموز الأساسية
للمدينة إلى جانب قلعة أمير أولدنبورغ
و الرواق و مسرح الشتاء الذي يعد
بطبيعته الحالية من صنع الخالق.